بوب مارلي: حوار لم ينشر* / ترجمة: سعيد بوخليط *
بواسطة admin بتاريخ 4 يونيو, 2018 في 07:38 مساء | مصنفة في حفريات, حوار مسارب | لا تعليقات عدد المشاهدات : 1074.

تقديم : ثلاثون سنة بعد وفاة الجامايكي بوب مارلي،عثرنا ثانية على شريط مسجل للقاء إعلامي أجراه في باريس،شهر نوفمبر 1978 .كان مارلي يبلغ آنذاك ثلاثا وثلاثين سنة،يعيش أوج شهرته.روبير شلوكوف”صحافي مولع بالفنون”، يصغر بوب مارلي بعشر سنوات، ومعجب ببوب دايلن، استطاع الالتقاء بمارلي، خلال زيارته لباريس قصد الترويج لمجموعة أغانيه ،  المعنونة ب :  Babylon By Bus .حوار ظل محتجبا عن القراء ،لمدة ثلاث وثلاثين سنة.  

س- لماذا عمدتم إلى تسجيل العديد من الشرائط الغنائية في إطار حفلات أمام الجمهور؟

ج-يمثل الاتصال المباشر،رحيقا بالنسبة للموسيقي.أن تتمثل قوة الحشد كي تعمل على إبراز هذا الابتهاج الحميمي للذين لم يعيشوه قط،وإظهار إيقاع الريغي،الذي حينما يدوِّي رنينه يستحوذ عليك ثم يحتضنك.تبقى أفضل اللحظات،تلك الحفلات الموسيقية،وأنت ترى كل هؤلاء الأشخاص يرقصون جماعة.

س-تسعون إلى أن تجعلوا الريغي أكثر شعبية أم يتعلق الأمر بمجرد تبشير بديانة الراستا ؟

ج-أنا نفسي تخليت عن تعبير”راستا”.نعيش جميعا في نفس الكوكب،اللغة كونية،ولا أعتبر نفسي أبدا منتميا إلى الراستا،لاأستعمل قط هذه الكلمات.نعيش جميعا على نفس الأرض.

س-هل تقيمون اختلافا بين الريغي والراستافاري؟

ج-تفضلْ هذا القدح من النبيذ : لا يهم أن يكون من الورق المقوى أو الزجاج،بل الأساس محتواه.فالحقيقة كامنة في الكأس.نفس الأمر مع الراستا. لاأقول بأن الريغي والراستا شيئا واحدا،لكن الريغي ينقل فكرة الراستا إلى الأفراد، تبقى الموسيقى هي الأهم ،كيفما جاء الشكل.جل الأغاني متماثلة، الشكل يهم قليلا،لكن الأكثر أهمية، المضمون ثم ما تحكيه، وطريقتك في التواصل…هناك أشياء كثيرة تستمع إليها في الريغي وقد لاتفهمها، لايهم، فهذه الكلمات حين إصغائك إليها ستشعر بها ثانية.ينبغي لها النفاذ إليك،ثم تواصل إذن الاستماع إلى الريغي.فالأخير، قبل كل شيء إيقاع، وطريقة إبلاغ، ووسيلة نقل، وأسلوب تفكير.لايهم ما نحكيه،لأن الريغي تقاسم.فالله من قرر حضوري.بالتالي لايمكنك  حتى مناداتي براستا لو لم يرد الله ذلك،الإنسان لاشيء بغير الله.لا أعتبر نفسي زعيما، بل مجرد صاحب رسالة، ومبعوث إلهي.

س – هل الريغي شعبي جدا،خلال الظرف الحالي؟

ج- نعم صحيح،أكثر من الفترة التي بدأت فيها.يوجد اليوم أتباع للراستا بباريس،لكن أيضا في إنجلترا وإفريقيا.حقيقة،إنهم يقبعون في كل مكان.

س- ماذا تعتقدون بخصوص الديانة اليهودية،بحيث يقال أن لها صلات معينة بالراستافاري ؟

ج- يمثل هيلا سيلاسي(آخر إمبراطور لأثيوبيا،توفي سنة 1975 )،كل شيء، فهو بمثابة إلهي.لكن بالنسبة إليك، قد يسمى يهوذا أو يتخذ نعتا آخر،ليس مهما. يجسد سيلاسي  يهوذا المكابي Maccabée،بحيث يعلِّم الاثنان ذات الأمر،على نحو يختلف قليلا :يلزم أن تعرف نفسك كي تتعرف على الآخرين بشكل أفضل.

س-هل حاول مثلا الوزير الأول الجامايكي ميشيل مانلي،استقطابكم؟

ج-تحاول الأحزاب السياسية الجامايكية،استيعاب موقفنا،لكني لست متيقنا أنه سيتأتى لهم ذلك خلال يوم من الأيام.فقط صاحب الجلالة هيلا سيلاسي – لأنه المنقذ- من سيحرر شعبنا.

س- هل يوجد تنافس بين مغنيي الريغي؟

ج- نعم المنافسة قائمة،لكن ما ينبغي فهمه أن النسخ غير مفيد بتاتا،بالتالي يتحتم على كل واحد تبني أسلوبه الخاص.وحده هذا المسار يجعلك تحظى بالاحترام.تأمّلْ النجاح الهائل الذي حققه “سام كوك”،ثم أيضا ماسبب تفوق ”أوتيس ريدينغ”،”ري تشارلز” أو ” كرتيس مايفيلد”؟لأنهم لم يسعوا إلى استنساخ التجارب،بل أبدع كل واحد منهم أسلوبه الخاص.أعشق  موسيقى “الريذم أند بلوز”،ذلك ما كنت أستمع إليه وأنا طفل. لقد ترعرعت معه، لكني لم أتطلع نحو تقليد ذلك أبدا.

س- حينما نراكم فوق الخشبة،نفكر أحيانا في جيمس براون،طاقة متقاربة جدا؟

ج- كان جيمس براون، المغني المفضل عندي وأنا طفل، لقد سألتني منذ قليل عن الراستافاري،وإذن فإنها تحيلك كي تستمع إلى جيمس براون وكذلك “أريثا فرانكلين”. كيف يمكنك مقاومة ذلك؟. 

س- ماذا تمثل بابل(تجسيد للحضارة الغربية)بالنسبة إليكم؟

ج-تحيل بابل ،على الأشخاص الذين يتطلعون إلى العيش خارج الديانة، ويرفضون الموت من أجل زيون Zion (الأرض الموعودة لدى الراستافاري).مثل الهواء الذي تستنشقه،فهي غير مرئية، ومع ذلك موجودة مادمت تتغذى منها.لكن حينما تستكشفها،تصبح راستا.

س-شهرتكم في تصاعد

ج-وأتمنى أن تستمر :أحب الغناء أمام مائة مليون شخص إن أمكن ذلك.  

س- وماذا تقول بخصوص الأفراد الذين يحاولون الاستفادة من الريغي بالعمل على مزجه بإيقاعات أخرى،الروك أو الديسكو،قصد إرضائهم لجمهور، بِشرته بيضاء أكثر؟

ج-أشعر بالاستهزاء.مختلف أشكال الموسيقى متشابهة، لكن الفكر ما يؤخذ بعين الاعتبار، وأن يتم التعبير عن رسالة الراستا، لذلك أستعيد ثانية مثال كأس النبيذ الذي أشرت إليه أعلاه.المحتوى بدلا من الغلاف الخارجي.بوسعك أن تأخذ كل الأنغام الموجودة، بدون استثناء،ثم تحولها إلى الريغي.بيد أن،الأفراد الذين ولدوا في أحضان الروك، سيؤدونه بعفوية أكثر من الريغي،أيضا من فتحوا أعينهم على موسيقى الفانكFunk،سيجدون صعوبة كي يعزفوا الروك أو الريغي.ينبغي أن تتعاطى للموسيقى التي تعشق. جيد، إن استوعب الشخص هذه المسألة. أولا،منبع فكر الراستا أن يفهم بعضنا البعض،ثم كيف نتدبر أمورنا من خلال الله، بحيث يستحيل أن تعرف نفسك إذا كنت تجهله.

*هامش : 

VSD : mercredi 4 mai 2011.

/

 * باحث ومترجم من المغرب 

اترك تعليقا