أضواء على المهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي / الدكتور النوري عبد الرحمان
بواسطة admin بتاريخ 27 ديسمبر, 2024 في 04:56 مساء | مصنفة في حفريات | لا تعليقات عدد المشاهدات : 81.

أضواء الجلفة تشتعل لكي تضيء زواياها التي أنهكها الشتاء البارد ،فأسكت الحركة وأحالها لسكون المستمر ،فلولا شعلة الثقافة المتنوعة بأطيافها التي ألهبت المكان ،فأمتد ظل الفلكلور النايلي على أعتاب مهرجان ثقافي وطني فكشف زهو الخيمة الحمراء بهندستها المرسومة على البساط تترأى للقادم حلة حملت من الجمالية أطياف ذلك الماضي التليد والمعبر عن أصالة وشموخ الرجل النائلي، أو ذاك الفارس الذي يمتطي جواد العزة والفخر ،أو القناص الذي يشد النسر بحكمة وفن، وما زاد اللوحة الفنية تلك الفسيفساء من عادات وتقاليد تعبر عن عبق التنوع من رقص ولباس تقليدي في مهارة إبداع لا متناهي من صناعة راقية وحرفة وافية ، فأبانت المرأة الجلفوية عن مهارتها وسحر فنها ومدى تشبثها بتاريخها وأصالتها التي لا تحيد عنها أبدا ، لا ننسى القائم على ذلك المهرجان من إدارة المهرجان إلى الموظف البسيط ،ويبقى الفلكور هو تراث الأمة وهو خزان الشعوب ،وهو من المورثات الحضارية ،فيجب مراعاته تاريخيا ، وصيانته أدبيا ،وحمايته قانونيا ،والعنايةبه اجتماعيا ،فالتراث النايلي رافد من روافد التي تصب في الوازع الحضاري المتعلق بالفكر الإنساني، هذا هو منطلق الندوات التي أحاط بها المهرجان فكل أستاذ دلى بدلوه وأبان حقيقة تراثية بالدراسة تحليل هناك من تعمق في قصة “حيزية”مستقرئ الجوانب الهامة كموروث شعبي زاخر بالأحداث وغني بالمشاعر، وهناك من عرج على المعالم التراثية كالزوايا ،كونها جزء من التراث ،وأخر تطرق للرقص ولغة الجسد في غالب فني ، وهناك من ختم مداخلته بآليات الحماية لهذا التراث ,وتبقى ثقافة الشعب الجزائري طريق حياتي لفهم الحياة والاندماج في عوالم الذات وهذا برهان ساطع للتعبير عن الهوية وإعطائها دفعا للبروز وتأكيدا للوجود ،فالسيلان الثقافي الذي تزخر به الأمة الجزائرية نابع من أصالة هذا الشعب ، بل من مقوماته التي لا تفل أو تنقضي أو تندمل ،لا يمكن بناء جيل جديد إلا إذا كان متشبعا بثقافة أمته كون الهوية الثقافية هي في الأصل جزء من ملامح ثقافة الشعب ومكون أساسي لها ،هذا ما كان يصبوا إليه مهرجاننا يعمل على ترسيخ هذه المؤثرات الثقافية والتراثية في الجلفة العزيزة على قلوبنا.

اترك تعليقا