سُيُولٌ عَارِمَةٌ تَـــنْـــسَـــابُ .. تَــتَـــدَفَّـــقُ مِنْ مَنَابِعِكَ فُرَاتُ وَهَا نَهْرُكَ .. يَفِيضُ بِسَمَكَتَيْنِ تَدْفَعَانِ إِلَى ضِفَّتِكْ بَيْضَةً تَطْفُو! قَالَتْ: يَا الْحَمَائِمُ الزَّاجِلَةْ اِهْبِطِي .. مِنْ عَلْيَائِكِ اِحْتَضِنِي .. بَيْضَةً مُشَرَّدَةْ بَعِيـــــــــــــــــــــــــــدًا بعيـــــــــــــــــــــــــــــــدًا عَنْ مَجْرَى الدَّمِ وَارْقُـــــــدِي عَــــــلَـــــيْـــــهَــــا لِـــتَــــفْـــــــــــــــــقِـــــــــــــــــــــسَ سَـــــــــــــــــــــــلَامَـــــــــــــــــا..! قَالَ: وَكُنْتِ .. طِفْلَةً مُشْرِقَةً يَمْرَحُ الْبَدْرُ فِي مُحَيَّاهَا بِعَيْنَيْنِ تَسْكُنُهُمَا الشَّمْسُ تَفِيضَانِ مَجْدًا وَنُورَا بِشَفَتَيْن [...]
أحبذ أن أراني جالسا قبالة المرآة، عاريا، آخذ كامل وقتي في التّعري، ثم أطفئ المصباح المتدلي من السقف، لا أرى شيئا باستثناء ضوء خافت ينبعث من سجائري، أجلس، أستحضر وجوها أعرفها، و مشاهد لا علاقة لها بها بالانفجار الكبير، أهلوس كما أشتهي، أصفي حساباتي معهم، أجلسهم واحدا بعد الآخر فوق الخازوق، بدءا من صوفي و [...]
حدقاتُ عينيَّ و ظلالي المنعكسة تَظْهر على زجاج الواجهة: هو ذاك ” الإنسان في البحث عن روحه” لكارل غوستاف يونغ، الصادر عن مكتبة بايو الصغيرة و الحامل لرقمٍ يُذكرني بتاريخ ازديادي. و عندها، تمضي العين في الإستماع: ماضٍ مدفونٌ من الذكريات يحيا من جديد، في كل لحظة و لأدنى خطوة. إنها طفولة يُعادُ اكتشافها في [...]
لعنة الدم اشتعل الضّوء الأخضر فانطلقت العربات تجري عبر خطوط متوازية، باستثناء خطٍّ واحد وقفت في مقدّمته سيّارةٌ لم يبال صاحبها برتل العربات وراءه ولا بصياح أبواقها المنبّهة… ولحثّه على الانطلاق، نزل أحدهم من عربته في عصبيّة ملحوظة، وراح يقذف السّائق بعاصفة من السّبّ والشّتم… نقر على البلّور… فتح الباب… أصابه الرّعب بغتة وعيناه ترتدّان [...]
أنا أشتاقُ من أبدٍ لأنفاسٍ تُهَدهِدُني و دَندَنةٍ تُغَطّيني أنا عارٍ وأرتجفُ..بأرضٍ لستِ زينتَها فلا لقَبٌ يُجمّلُني ولا ولدٌ ولا مجدٌ وأوسمةٌ ولا شغَفُ، سوى أني مدلّلُكِ الأوحد، وبهجةُ صدرك الأولى. أنا الطفلُ الذي، مازالَ يصطادُهُ نجمٌ بضَيعَتِنا وغُربَتنا ويمسحُ دمعَه الغالي على خَبَرٍ على صوره… أنا الأخبارُ والصوره! أنا الشوقُ الذي رقّتْ أناملُهُ ليكتبَكِ [...]
قد أحدَثَ الشّوقُ أوجاعاً بأعماقي وأحرقَ الرّمشُ بالألحاظِ أحداقي أرنو إليهِ لحرفٍ كانَ يكتبهُ فيه الشّقاوةُ ما أودَتْ بإحراقي جفّتْ دموعيَ والآلامُ ما برحَتْ سقمًا تُعذِّبني والبعد خَنّاقي يا مالِكَ القلبِ يا طيفًا أسامِرهُ والنّاسُ تحسبُ في سكناهُ ميثاقي العينُ عندكَ آفاقٌ وأوديةٌ والوجهُ بدرٌ وفيهِ نورُ إشراقي عجبتُ للبعدِ كم هاجَتْ حرائقهُ كيف الطّريقُ [...]
صباح الخير سليمى. أعرف أنك تطلين علينا الآن من السماء بكامل أناقتك ووجاهتك الانثوية وتقهقهين من كل قلبك. دائما تتأخرين في الاستيقاظ صباحا لأنك صديقة الليل ولأن عينيك الجميلتين الضاحكتين تراودان العتمة وفيه تكتبين نص البدء كأنها المرة الاولى وتعاودين محوه في صباحك المزاجي مع قهوة بالشيح وكسرة من يدي خالتي مباركة. في الصباح تبدأ [...]
إذا ابتسم الذّئب لم تكن نظراته تُرِيحُني. كانت تلتهب بشيء غامض تجعل منه مجرّد حيوان مفترس… - ماذا؟ تحبّني يا دكتور! - وكيف لا وأنتِ ساحرتي! - ألا تكفيك زوجتك؟ - دعينا منها الآن. - إنّني في عمر ابنتك! - تذكّري أنّ مستقبلكِ بيدي! - لكن… وأسمعتُه التّسجيل… لم تثر ثائرته كما توقّعت، بل [...]
كسرتني ” صوفينيا ” في نفق الأسئلة المظلم، فانكسرت أجنحة عصافير الفرح التي كانت تحج إلى صفصافة وجهي، وأعناق مرايا السماء التي كانت تعانق بجعات أحلامي كل صباح، ومفاتيح مملكة الذكريات التي كنا نأوي إليها كلما هبت علينا عواصف الخلافات .. فاجأني إعصارها كما يفاجئ الوحش المفترس فريسته الضعيفة .. تمنطقت بحزام الليل الحالك، وغطت [...]
إرثُ أمّي دخلتُ على أمّي كسيرة الخاطر ملقيةً محفظتي في ضجر… - ما بكِ؟ - صديقتي! ضمّت جسمي الصّغير إليها فشعرتُ وكأنّ الدّنيا تغمرني بدفئها. - تعيّركِ كعادتها بِ…؟ وابتسمت رغم ظلال الأحزان على وجهها… - الفقر الحقيقيّ يا بنيّتي هنا وهنا. ونقرت على صدري ورأسي… حكايتي مع الحُبّ الغرفة دافئة منعشة يعبق فيها عرف [...]