كتاب ” الهادف الفطناسي الزابي” للكاتب “علي بن خنوع” / د بهيليل فضيلة
بواسطة admin بتاريخ 20 مارس, 2022 في 02:39 مساء | مصنفة في حفريات | تعليق واحد عدد المشاهدات : 1449.

أن تكون بطلا فهذا يعني أن ترتدي لباس الشجاعة والعزيمة لتمضي قدما، أن تحقق انتصارات لنفسك ولأبناء قبيلتك ولوطنك، وأن تخلّف سيرة بطولية تستحق أن يدوّنها التاريخ للأجيال القادمة. إنه البطل المقدام أصيل منطقة الزاب الغربي بالجزائر “الهادف الفطناسي الزابي” الذي كادت أن تؤول سيرته إلى النسيان.

تنتمي هذه الشخصية التاريخية إلى فطناسة الكبرى بالشرق الجزائري، تحديدا بمنطقة الزاب الغربي “بسكرة”.  هو شخصية نُقلتْ عنها الأخبار على لسان العامة، وما أكثر الخرافة في ذلك من جدّ الخبر وصحة النقل. وعلى كل، فالهادف الفطناسي شخصية شجاعة شهمة، لها ما لها من البطولات والمواقف التي جعلت منها بصمة حيّة باسمه أولا الذي ما زال أهل بسكرة والوادي وما جاورهما يسمّون ويلقبون به (الهادف)، نظرا لأثر تلك الشخصية التي لم يُعرف لها تاريخ محدد غير ما تردد على الألسنة من بطولات ومناقب تمجدها. وقد اختلفوا في نسبة الهادف أهو عربي أم بربري. وذهب آخرون لغير ذلك.  غير أنه لا توجد أية معلومة صحيحة ثابتة إلا ما ذكره العدواني في تاريخه، والذي حققه المؤرخ الكبير  ”أبو القاسم سعد الله”. ولم يذكر العدواني إلا النزر اليسير حول شخصية الهادف.

نشأ الهادف يتيم الأب فقيرا، سرعان ما كبر واقترض مالا ليصير تاجرا، حتى كثر ماله. وطُلِب منه أن يتولى أمر  بعض القبائل مؤسسا بذلك فطناسة الصغرى، تأتى له ذلك بفضل ذكائه في التسيير  وحكمته التي جعلت القبائل يطلبون إمارته عليهم لتقوى شوكتهم بين القبائل ويذاع صيتها.

كتاب ” الهادف الفطناسي الزابي” لصاحبه “علي بن خنوع” يعد وثيقة تاريخية وثقافية قيمة، عكست شخصية “الهادف الفطناسي”، في علاقاته مع أبناء جلدته وفي ما خاضه من مغامرات، متخذا من الفراسة والحكنة سبيلا للوصول إلى أعلى المراتب. إنها سيرة بطل غيّبته الظروف والإهمال فأحياه الكاتب بالعودة إلى ما توفر لديه من وثائق و ما جاد به البحث رغم صعوبته، عرضها الكاتب ” علي بن نجوع” معتمدا الدقة والتسلسل ، معرجا على أهم محطات حياته دون أن يغفل العوامل المحيطة به والتي أسهمت بشكل كبير في تكوين شخصية  قيادية بامتياز، لها كاريزما اكتسبها من حياته الحافلة بالبطولات والمغامرات والترحال من منطقة إلى أخرى ، ودون أن يفقد الكاتب حلقة التواصل والربط بين  كل تلك الأحداث.

إن الأبطال لا يموتون بفناء أجسادهم، إنهم أحياء ببطولاتم الشاهدة عليهم وبما تركوه من فخر  تردده الألسنة وتفخر به القبائل، ليظل التاريخ  هو الشاهد الموثق لها، والمحافظ عليها من الزوال والاندثار. بالنهاية ما التاريخ سوى تلك الدراسة التي يتم من خلالها البحث في أحوال الناس وطرق عيشهم وأنسابهم، والأهم بطولاتهم التي كانت السبب الأول في ترسيخ أسماء كالهادف الفطناسي  ودخولها التاريخ من أوسع أبوابه لترددها الأجيال فتفخر وتعتبر 

التعليقات: تعليق واحد
قل كلمتك
  1. شكرا لكم دكتورتنا الفاضلة على المقال الرائع الذي يعرف بكتابنا. و الشكر موصول أيضا إلى إدارة الموقع على تشجيعها للمواهب الشابة واهتمامها بالكتب و الكتّـاب.

اترك تعليقا