المماشي
كلّما قلتُ: أمضي إلى الأرضينَ
أمضي إلى سابعِ الأرضِ
أصِلُ مُنقِطعَ السّماءِ إليها
أهكذا تظلُّ الأرضُّ بخطوتي
تتعثّرُ..
*الظّهيرةُ \ رام الله
صباحٌ
ثمّةَ في الصّباحِ هذا
عصفورٌ هوى يهوي..
ليغطسَ في فنجانِ قهوتي
*صباحاً \ طور كرم
.الزّواجُ بالأرضِ
في وجهي إغمِضُ زَهْرَتَيْنِ تتوحّشانِ
فارداً جسدي على الأرضِ أمارِسُ معها اللهَ و
ضجيعاً أدورُ معها سبعاً فسبعاً..
أنتَ تراني المخبولَ حقّاً
تراني أضعُ عضوي الأَصَلَةَ في سُرّةِ الأرضِ..في أيِّ ثَقبٍ في هذي الزّوجةِ (العاقرِ) و
أهجِسُ الهِملايا نهدَها..
سُرّتها أريحا
العانةَ السافانا
مُلتقى الفخذينِ برمودا المُثلّثَ
إلخ..
مُختضّاً معها أَرتَجُّ
ثمَّ نأتي معاً في رعدةِ الأعماقِ
في دفقةِ النّهرِ
في أبدِ القِيامةِ
سوفَ أظلُّ المؤبّدَ في شهرٍ عسلٍ مع عاهرتي الأرضِ
أحبِّلَها لو كَذِباً
أن تُنجِبَ منّي ابنةً سماويّةً أسمّيها
بلادي..
* ليلاً \ شتاءُ رام الله
.فعلُ المطرِ
المطرُ مثلنا
لهُ عادتهُ السِّريةُ
إنهُ عَلَناً يمارِسُ عادتَهُ السِّريةَ
.
.
يَفعَلُ أدمُعي..
*صباحاً \ رام الله
.غزةُ الليلةَ غزةُ
في هذا الليلِ ليلِ غزّةَ الهالوكِ تأتينا الظّهيرةُ مِنْ
شَهقَةِ النابالمِ والصواريخِ الجنونِ
من اللهِ زوبعة في عَينيِ الطفلِ
مِنْ صمتٍ يدوّي
ملاجؤنا الأجسادُ
وغزةُ بينَ قذيفةٍ وبلغمِ طائرةٍ تعيشُ
غزةُ الممكنةُ في مزقةِ اللّحمِ الرّغيفِ
الجنةُ الحمراءُ
غزةُ المقاتلُ مثل الخُلدِ في خندقِ الرّملِ
ألويةُ الأطفالِ يُسقطونَ سمتيةً بصاروخِ ألعابٍ ناريةٍ
غزةُ وقتُنا الذي كانَ مُضاعاً و
في الليلةِ الأبدِ غزةُ مأتىً للقيامه..
*ليلاً \ شتاءُ رام الله
.زيارةُ منزلِها
مسافةَ مايقطعُ الطّيرُ المهاجرُ
ممتطِياً الأنفاسَ
ها أنا أصِلُ بيتَكِ..
على أوّلِ العتباتِ السّماويةِ..
أضغطُ زِراً على البابِ..
.
.
فقلبُكِ يَرِنُ..
*ليلاً \ شتاءُ رام الله
.عواءٌ…..
أنا أبكي الآنَ…
الأطفالُ على خدّي
يسيلون..
منتصفُ الليلِ \ طور كرم
.في بردِ البلادِ
على الأصابعِ يُنبِتُ البردُ زهرَتهُ محمومةً
في هذا الشِّتاءِ الحجرِ
الأطفالُ يعلكونَ أسماءَهمْ كالشّفراتِ..
أينَ تسيرُ الشّوارعُ ضالَةً الآنَ..
البيوتُ تحتَ رعدِ المدفعيةِ تلوبُ في المعطفِ الضّبابِ
في أيةِ وُكْنةٍ يندسُّ الطّيرُ وفي أيِّ جيبٍ ينامُ قلبي..
البلادُ غريبة السّماواتِ
.
.
الجنرالُ يُحدِّقُ من نافذةِ مكتبهِ في السّاحةِ
الجِنرالُ يُلقِمُ الموقدَ عظامَ أخوتي و
يعلُكُ الموسيقى والتبغ..
*صباحاً \ شتاءُ رام الله
.
تراتيل شعرية في غاية الرقة و الجمال
شعر في قمة البهاء و البياض لا يشوبه الا الحزن و الاسى …ربما هي ميزة فلسطينية طبعها الكيان الغاشم …كم من سنبلة ماتت ملأت الوادي سنابل
طارق الكرمي …صوت شعري نادر … يغرد لوحده .. تتوالد المعاني في شعره وتتناسل الكلمات حبلى ..بالحب والجمال ..هادىء احيانا …متمرد أحيانا أخرى .. لكنه يحمل القضية في قلبه …ويحيا لأجل فلسطين .. سرة الأرض وبهائها ..
أنا قرأت لك كثيرا يا طارق .. لست أدري لماذا أشعر أنك تملك قاموسا خاصا بك …مفاتيحه عندك أنت وحدك .. يسعدني أن أقرا لك دائما ..
” تراني أضعُ عضوي الأَصَلَةَ في سُرّةِ الأرضِ..في أيِّ ثَقبٍ في هذي الزّوجةِ (العاقرِ) و
أهجِسُ الهِملايا نهدَها..
سُرّتها أريحا
العانةَ السافانا
مُلتقى الفخذينِ برمودا المُثلّثَ
إلخ..”
………………………………..
أي لغة هذه الفرس .. التي تروضها فتجعلنا نفرح بالمعاني ونستريح على جمال وفن …متميز …تسلم يا حبيبي
لماذا لا يدعى مثل هذا الكاتب للجزائر … وبالمقايل يفرض علينا أن نستمع للرداءة .. رغما عنا ..السؤال للوزارة …وزارة الثقافة ؟؟؟؟
صوت شعري نادر يحلق في سماء الابداع والشعر .. كنورس يجعلنا نتمتع بطيرانه وتحليقه عاليا دون ملل في كل مرة ..مشكور
لابد من وقفة عند كل التجارب التي ظهرت في العالم العربي وتؤسس لمدارس مختلفة بأبعاد تتفاوت من شاعر لآخر ..مثل دوواين الشاعر الفلسطيني طارق الكرمي التي تأخذ أبعادا ومناحي تغري بالكشف عنها والابحار في غياهبها
الجمهور الحبيب في مسارب…أخجلُ من نفسي أنني قد أكون قصّرتُ بكم وبذائقتكم..لا أعرفُ ما أقولُ..فقط أنحني لكم..وأهديكم روحي وردةَ الملحِ والثلج…
طارق الكرمي