ضَاعَتْ عَنَاويِنُ البِلادْ …/ منى حسن محمد *
بواسطة مسارب بتاريخ 17 ديسمبر, 2012 في 09:16 مساء | مصنفة في متعة النص | 9 تعليقات عدد المشاهدات : 5972.

 

 

عُدْ يَا حَبِيِبي
إِنَنِي أَشْتَاقُ هَمْسًا حَانِيًا
لا تَجْرحُ الأحْزَانُ رِقَّتَهُ
وَلا تُشْجِيهِ أَلْحَانُ الشَتَاتْ

عُدْ يَا حَبِيِبي
إِنَنِي أَهْوَاكَ شَمسًا

 لَيْسَ تَمْنَحُ دِفْئَهَا غَيْرِي

 وَلا أُهْدِي لِغَيْرِ مَدَارِهَا مِنِّي الْتِفَاتْ

مِنْ بَعْدِ وَجْهِكَ غَادَرَت كُلُّ العَصَافِيِر الجَمِيِلَةِ
هَاجَرَتْ نَحْوَ امْتِدَادِ الحُلْمِ

 فِي عَيْنَيْكَ
نَحْوَ مَدِيِنَةٍ حُبْلَى بِآمَالِي

 وَأَحْلامِي،
وَأَسْبَابِ الحَيَاةْ

مَا عَادَ لِي فِي الحُبِّ أُغْنِيًةٌ
وَلا فِي الشِعْرِ أُمْنِيَةٌ
وَبَاعَتْنِي إِلَى الحُزْنِ الدَوَاةْ

فَأَنَا بِدُونِكَ فَرْحَةٌ مَنْسِيَّةٌ
لا تَرْقُبُ الأَشْعَارُ طَلَّتَهَا،
وَتُنْكِرُهَا اللُغَاتْ..

وَأَنَا بِدُونِكَ دَمْعَةٌ

ذُرِفَتْ عَلَى سَطْرِ التَحَسُّرِ وَالتَشَوُّقِ،
واخْتِنَاقِ الأُمْنَيَاتْ..

إِنِّي أُحِبُّكَ فَوَقَ إِدْرَاكِ الشُعُوُرِ
وفَوَقَ حِسِّ الكَائِنَاتْ…

وَضِفَافُ وَصْلِكَ غَايَةٌ لِلْرُوحِ

لا آمَالَ تَبْلُغُهَا

بأرضٍ تُحْكَمُ الأَشْوَاقُ فِيِهَا بِالْمَمَاتْ!

وَمَدَائِنُ العِشْقِ التِي تَرْنُو لَنَا
هَيْهَاتَ يُدْرِكُهَا التَمَنِّي،
أَوْ جُمُوحُ الأُغْنَيَاتْ!

عُدْ يَا حَبِيِبي مِنْ غِيَابِكَ ،
عُدْ إِلَى قَلْبٍ أَحَبَّكَ فَوْقَ مَا يَصِفُ الجُنُونُ

لِعَاشِقٍ مُتَمَرِّدٍ
ضَاعَتْ عَنَاويِنُ البِلادِ بِقَلْبِهِ،

والأُحجِياتْ

مَاعَادَ يَعْرِفُ وُجْهَةً يَأْوِي إِلَيْهَا
غَيْرَ بَسْمَتِكَ التِي مَلأتْ عُيُونَ قَصِيِدِهِ
يَا أَنْتَ يَا عُمْرِي
وَيَا كُلَّ الجِهَاتْ

————————————————————-

* منى حسن محمد ( السودان )

 

التعليقات: 9 تعليقات
قل كلمتك
  1. محمود عياشي قال:

    الشاعرة القديرة منى حسن محمد ، كانت قصيدة نتفردة في الوهج الإلحاحي أو الإغراء التحببي إن صح تعبيري ، وهو امتداد نفس المحاولة في حبيب منتظر خال من دوافع الاقبال أو منتظرتحديثها بشيء من دلال .. أو خوف التعرض لتجربة أخرى .. القراءة تحتاج إلى وقفة تأملية من ناحية الجمالية ، لأن الفكرة مغرية جدا.. أحسنت منى وأجدت..

  2. selma قال:

    مَا عَادَ لِي فِي الحُبِّ أُغْنِيًةٌ
    وَلا فِي الشِعْرِ أُمْنِيَةٌ
    وَبَاعَتْنِي إِلَى الحُزْنِ الدَوَاةْ

    فَأَنَا بِدُونِكَ فَرْحَةٌ مَنْسِيَّةٌ
    لا تَرْقُبُ الأَشْعَارُ طَلَّتَهَا،
    وَتُنْكِرُهَا اللُغَاتْ..

    وَأَنَا بِدُونِكَ دَمْعَةٌ

    ذُرِفَتْ عَلَى سَطْرِ التَحَسُّرِ وَالتَشَوُّقِ،
    واخْتِنَاقِ الأُمْنَيَاتْ..
    …………..
    والله مذهلة توقفت عند كل بيت منها و فيها آيات عشق تتلى …ولو كانت هذا البيت وحده كفاها ”
    إِنِّي أُحِبُّكَ فَوَقَ إِدْرَاكِ الشُعُوُرِ
    وفَوَقَ حِسِّ الكَائِنَاتْ…”

    ……..متألقة انت دائما ياحبيبة دمت فكرا وحسا ونبضا وشعرا تقبلي اعجابي

  3. fadi hassan قال:

    رقة وعذوبة كبيرة .. قلبك كبير رغم الأسى وجروح بلدك التي تحملينها …تسلمي منى

  4. مناجاة للحبيب ، ومناجاة للحرية …وخوف على المستقبل الذي يتربص به الأعداء .. الشعر هو الملاذ الوحيد والأخير ..لنا للهروب من الانكسارات التي تتبعنا كظلنا فهل سيزهر الربيع في أوطاننا وترورق الفرحة في نفوسنا

  5. نسيمة قال:

    lمشاعر فياضة …واحاسيس دافئة ولغة جميلة لهذه الشاعرة الجميلة ..اتمنى أن أجد كتبك وأقرأها ..

  6. أبدعت الشاعرة منى في بغداد …وفي كل مكان تذهب اليه …شاعرة حقيقية …حفظك الله

  7. افضاءات ولحظات للبوح الصادق .. المشاعر أحيانا تكبح نفسها فيفجرها الحرف شلالا من الحنين

  8. رسومات شعرية رائعة وأحاسيس شعرية ترسم قيم جمالية

  9. حسناء الجزائر قال:

    أنت رائعة يا منى…. … هنيئا للسودان أنك ابنته …. قصيدتك بركان من المشاعر يا منى فكيف للشمس أن تهدي دفئها غيرك؟؟؟… دمت رائعة.

اترك تعليقا