تعريف فن السينوغرافيا
بواسطة مسارب بتاريخ 27 يناير, 2012 في 03:10 مساء | مصنفة في السينوغرافيا | 2 تعليقات عدد المشاهدات : 25968.

إخراج احمد خودي سينوغرافيا نفطي سالم /مراد بوشهير

إن أي عرض مسرحي يظل ناقصا ما لم يهيأ له ما يحتاجه من عناصر جمالية تساهم في بنائه، كالخطوط والألوان والأشكال التي تضفي الراحة والجمال، وتحقق متعة المشاهد، ويكمن ذلك في الجانب السينوغرافي من عناصر العرض المسرحي، لأنها تشكل الصور المرئية كالألوان والأشكال المكونة للفضاء من ديكور وملابس وإضاءة، وقد “شاع تعبير” السينوغرافيا في مسارح العصر الحديث في نهاية الخمسينات من القرن العشرين، إثر استقرار حركة المسارح ودور النشر في القارة الأوربية بعد الحرب العالمية الثانية بعقد واحد من الزمن.
 (وكان هم وهدف السينوغرافيا في هذا الطريق هو تطويع حركة الفنون التشكيلية،والتطبيقية بما ضمته من فنون العمارة والأزياء المسرحية وطرق استغلالها في الفضاء المسرحي).
والإفتقار إلى المعرفة الأولية في هذا الفن، يضعف إلى حد كبيرة في توصيل الفكرة الخلاقة التي تحملها المسرحية، وهذا يرجع لفقر في المفاهيم العامة والوسائل المؤدية لتوضيح الفكرة والرؤى.
فإذا كان الفن عبارة عن مهارة وموهبة، فإنه  أيضا لا يستغنى عن المنهجية والعلم والملاحظة والمعرفة وجمع الحقائق وهي وسيلة تنظم أعمال الفن،وما يرتبط به من قيم جمالية بما فيه من تكوين متكامل، فالسينوغرافيا فن وعلم معقدين، فهي فن لأنها تعتمد على التصوير، والنحت والزخرفة والعمارة لتحديد الفضاء، وعلم لأنها تستخدم التكنولوجيا والصوتيات والمرئيات في إحداث الأثر الفني المطلوب، فهي تجمع بين الفن والتقنية، فأصبح المكان ترجمة بالشكل والحجم والمساحة لعالم النص، بدلا من أن يكون مجرد، نقل حرفي للإرشادات المسرحية وتقديم وجهة نظر على المنصة تتميز بتكوين المكان الملائم للعرض المسرحي، والمفاهيم الحديثة لتنظيم الفضاء المسرحي، قائمة على إعطاء عنصر محرك للعرض المسرحي.
مفاهيم وتعاريف:
1-التعريف اللغوي:
التعريف باللاتينية “Sceno-graphia”
أم باليونانية فيقال: Skeno-Graphia وهي مركبة من كلمتين:
*Skeno: وتعني الخشبة.
*Graphia : وتعني تمثيل الشيء بخطوط وعلامات.

تعريف اصطلاحي:
هي الجسر الذي يربط بين المسرح وبين الفن التشكيلي
تعريف إجرائي:
يمكننا أن نعرف السينوغرافيا في المسرح بعلم المنظرية، الذي يبحث في ماهية كل ما خشبة المسرح وما يرافق فن التمثيل من متطلبات ومساعدات تعمل على إبراز العرض جميلا كاملا ومتناسقا ومبهرا أمام الجمهور، وتتجاوز دلالة السينوغرافيا المعنى المعجمي للكلمة  فإلى جانب عناصر المعمار والديكور والإضاءة تضم عنصري الصوت والحركة بوصفها عناصر فاعلة في تشكيل الرؤية الكلية.
مفهوم السينوغرافيا:
يرجع الدارسون Senography إلى جذور اليونانية القديمة، Skenegraphien وتعني هذه الكلمة اليونانية تصميم الديكور أو تزيين واجهة المسرح بالألواح المطلية بالرسوم، وكانت في (القرن الخامس ق.م) تمثل المكان الذي كانت تجري فيه الأحداث.
وفي عصر النهضة (القرن السادس عشر) ربط الإيطاليون السينوغرافيا بالمنظور وأوغلوا في العمارة بعيدا عن المسرح إلا أن استقر في القرون اللاحقة بمصطلح الديكور، والتصق بخشبة المسرح.
شاع تعبير السينوغرافيا في مسارح العصر الحديث في نهاية الخمسينات، إثر استقرار حركة المسارح، وشهد هذا العصر عدة تحولات فيما يخص العمارة المسرحية أي السينوغرافيا بصفة عامة حيث تعددت آراء ووجهة السينوغرافيين والمهندسون المعماريون، فأخذ كل واحد منهم يجسد المسرح الذي يتصوره فكان هم وهدف السينوغرافيا في هذا الطريق هو تطويع حركة الفنون التشكيلية والجميلة والتطبيقية بما ضمته من فنون العمارة والمناظر والأزياء المسرحية،وطرق استغلالها في الفضاء المسرحي، وتعددت الإتجاهات والمدارس المسرحية وبالتالي فإن أسلوب العرض المسرحي هو الذي يحدد نوع الديكور والأزياء، مما أدى إلى بروز موقف الفنان التشكيلي في المسرح، فأضيفت إليه وظيفة مهندس الديكور، المعروف في المسارح الأوربية وظيفة ثانية هامة وهي مصمم سينوغرافيا العرض المسرحي.
 ولا شك أن هذه الإضافة التي خصصت للسينوغراف معنى معاصرا ليحدد المفاهيم الجديدة لتنظيم الفضاء المسرحي التي أبدعها مجددوا القرن العشرين من أمثال آدولف آبييا (1862-1928) وغودرن كراغ (1872-1966) حيث اهتموا بإعداد الفضاء المسرحي وإعطائه مسحة تشكيلية، ومن ثمة أصبح عنصرا محركا للعرض المسرحي، وهكذا أصبحت السينوغرافيا معنية بالتكوينات البصرية والعلاقات المكانية الناشئة في الفضاء المسرحي والكتل المتحركة (ديكور، ضوء، لون ،الممثل ) والجمهور أيضا وفقا لإمكانات كل فرد ومفهومه عن الفن والتقنية،ومن خلال السينوغرافيا تظهر قوة المكان والزمان للنص المسرحي، حيث تعتبر السينوغرافيا تفسيرا للنص الذي يعتبر مصدرها الأساسي وتحديدا تلك الإرشادات المسرحية والتي يهدف الكاتب من ورائها إلى تلمس المسار البصري للنص ويمتد إلى مظهر الشخصيات وإيماءاتها واكسسواراتها.
وليس بالضروري على السينوغراف التعامل مع النص بطريقة آلية، فقد يهمل الإرشادات أحيانا، أو يأخذ منها ما يروق أو يراه سندا أو لا يعطي شأنا كبيرا للإرشادات، وإنما يلتقط الدلالات من المزاج العام، آخذا بعين الإعتبار معطيات الفضاء الذي يغيره ويصوغه والماديات التي يستخدمها (خشب، معدن، قماش، نسيج، بلاستيك)، وأجسام الممثلين بوصفها حدود الفضاء، أو بوصفها عمارة وكذلك الإضاءة.
على أية حال، هناك أمور يضعها السينوغراف في اعتباره:
مراعاة الخلفيات، والبيئة المحيطة بالممثلين على منطقة الأحداث وإقناع الجمهور.
أن تساعد السينوغرافيا على خلق المزاج النفسي للعرض، وبالتالي تسهم في إقناع الجمهور.
مراعاة البساطة والحلول المناسبة التي تساعد على سير العرض دون تعقيدات.
مراعاة ودراسة مشاكل تغيير الديكور من منظر لآخر، والزمن الذي سوف يستغرقه وهذا التغيير مرتبط بإيقاع  العرض.
التأكيد من أن كل متفرج يستطيع أن يرى كل عناصر الديكور من أي مكان في الصالة كما لا يجب أن يختفي أي عنصر على أي مشاهد حتى ولو كان يجلس في الأطراف الجانبية.
إيصال العرض المسرحي إلى المستوى الرفيع وأن لا يجذب إليه الأنظار ويشتت تركيز الجمهور بعيدا عما يدور على خشبة المسرح وبالتالي تصبح السينوغرافيا عائقا بين العرض والمتلقي بدلا أن تكون عاملا مساعدا في التأكيد والتفسير وعاملا وظيفيا في بلورة ونجاح العرض المسرحي.

التعليقات: 2 تعليقات
قل كلمتك
  1. إكرام قال:

    مع الشكر لكل جديد يعرض على الموقع ،اطلب تعريفاً للركح المسرحي وكذلك كيفية دراسة البنية الفنية لاي مسرحية تجريبية.
    ودمتم متألقين

  2. اسحاق قال:

    كل الشكر لكم ولما تقدموه من معلومات حول المسرح………..نرجو منكم عرض كل ما يبى به المسرح وكيفية تطويره..سلاام ودمتم مخلصين ونحن لكم وافيين.

اترك تعليقا