قلولي بن ساعد..وعطر الحَكْيْ../ عبد الكريم قذيفة *
بواسطة مسارب بتاريخ 21 يناير, 2017 في 12:38 مساء | مصنفة في حفريات | لا تعليقات عدد المشاهدات : 1172.

على مدى ما يقارب 30 سنة، شكّل إسم قلولي بن سعد محورا هاما في الحديث عن الجلفة وأدبائها، فهو الناشط الثقافي الفاعل محليا، وهو الناقد المساهم بقراءاته ومتابعاته النقدية للمشهد الأدبي، وهو المشارك الإيجابي في مختلف الفعاليات الثقافية على المستوى الوطني..
إلى جانب ذلك، يسجل قلولي بن سعد حضوره كسارد من خلال قصصه المتناثرة عبر الصحف والمجلات، والتي جمع بعضها في إصداره الأخير الذي حمل عنوان (صدر الحكاية ) .
عبر 88 صفحة، ومن خلال عناوين (أوجاع شائكة، الطائر الذي بدد سراديب الصمت، مايسة، توقيع لحالة انتظار، سقوط مرتّب لرجل منا، على أطلال ضاية التلّية، الموت يخطئ أحيانا..) وغيرها، يحكي لنا قلولي، ويسترسل في الحكي دون توقف، ومن خلال الحكي نكتشف وجها آخر لقلولي بن سعد يختلف كليا عن وجه الناقد الصارم الغارق في النظريات وفي الأحكام النقدية المؤلمة أحيانا.. قلولي في حكاياه يسكنه الحنين إلى طفولة ريفية عاشها، ينقل لنا تفاصيل حياة البادية كشاهد عيان معني بكل ما جرى، إنه المنتمي الى تلك الحياة من رعي وحرث وجفاف وبرد وعراك على الأرض، إلى الكبت والقهر والقسوة والحب والعشق المحموم ..كل ذلك ينقله بصدق من عاش وعايش تلك التفاصيل، لينقلنا في مشهد آخر إلى العلاقة المتأرجحة مع المدينة، إلى بريق السلطة وجنون طالبيها والراغبين فيها، إلى التحولات الكبيرة والعميقة التي أدّت إلى اهتزاز المجتمع وانهيار قيمه وتهاوي قيمة الإنسان فيه، وفي معظم الحكي، يلوح لنا ظلّ الاحتلال الذي كان، حاضرا في تفاصيل الواقع والمآل ..
صدر الحكاية، قصص جديرة بالقراءة والتأمل والكتابة عنها، قصص شاهدة على مراحل من حياة الريف والمدينة في الجزائر العميقة..
ومن خلالها نكتشف قلولي بن سعد الإنسان، المثقل بتلك الحيوات التي عايش معاناتها عن قرب، والمنفتح على مجتمعه بادية وقرى ومدينة، والمتأمل الواعي لكل ما حدث ويحدث من تحوّلات في الطبيعة والناس والذهنيات ..

صدر الحكاية..إضافة للمشهد الأدبي في بلادي ..

 

/

 

 

* شاعر من الجزائر 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقا