(قُدّمت هذه الورقة النقدية كمداخلة في الملتقى الدولي “واقع الجماليات البصرية في الجزائر” المنعقد بكلية الفنون/جامعة مستغانم في 11/ 12 نوفمبر 2014) مقدّمة: تشتغل هذه الورقةُ النقدية على مفهوم الصّورة السينوغرافية في العرض المسرحي، بوصفها خطاباً بصرياً يقوم على مجموعة من العلامات المحمّلة بدلالات يستقبلها المتلقي ويقوم بفكّ شفراتها للوصول إلى فحوى [...]
إن الإنسان منذ وجوده على هذه المعمورة وهو يحس بحاجة إلى التعبير وذلك لغرض الاتصال مع الآخرين.. وأول شكل من أشكال التعبير الذي ظهر مع ظهور الإنسان هو تقليد أصوات وحركات الحيوانات ثم لاحظ الإنسان حدوث ظواهر يقف أمامها عاجزا كالأعاصير والجفاف والعواصف، وإذا به يؤمن ويعتقد بوجود قوة كونية تسيرها الآلهة ويقدم لها القرابين، [...]
إن أي عرض مسرحي يظل ناقصا ما لم يهيأ له ما يحتاجه من عناصر جمالية تساهم في بنائه، كالخطوط والألوان والأشكال التي تضفي الراحة والجمال، وتحقق متعة المشاهد، ويكمن ذلك في الجانب السينوغرافي من عناصر العرض المسرحي، لأنها تشكل الصور المرئية كالألوان والأشكال المكونة للفضاء من ديكور وملابس وإضاءة، وقد “شاع تعبير” السينوغرافيا في مسارح [...]
تتكون السينوغرافيا من كلمتين مركبتين أساسيتين هما: السينو بمعنى الصورة المشهدية، و كلمة غرافيا تعني التصوير. وبهذا، فالسينوغرافيا علم وفن يهتم بتأثيث الخشبة الركحية،ويعنى أيضا بهندسة الفضاء المسرحي من خلال توفير هرمونية وانسجام متآلف بين ما هو سمعي وبصري وحركي. ومن ثم، تحيل السينوغرافيا على ماهو سينمائي بصري ومشهدي من جسد وديكور وإكسسوارات [...]