من صلوات غير صالحة / سامية رحاحلية
بواسطة admin بتاريخ 16 أكتوبر, 2022 في 10:54 مساء | مصنفة في متعة النص | لا تعليقات عدد المشاهدات : 409.

أنا أشتاقُ من أبدٍ لأنفاسٍ تُهَدهِدُني

و دَندَنةٍ تُغَطّيني

أنا عارٍ وأرتجفُ..بأرضٍ لستِ زينتَها

فلا لقَبٌ يُجمّلُني ولا ولدٌ ولا مجدٌ وأوسمةٌ ولا شغَفُ،

سوى أني مدلّلُكِ الأوحد، وبهجةُ صدرك الأولى.

أنا الطفلُ الذي، مازالَ يصطادُهُ نجمٌ بضَيعَتِنا وغُربَتنا

ويمسحُ دمعَه الغالي على خَبَرٍ

على صوره…

أنا الأخبارُ والصوره!

أنا الشوقُ الذي رقّتْ أناملُهُ ليكتبَكِ ويَمحوني..

ويُطفيءَ شمعَ أيامي التي انكسرتْ، بلا آهٍ ولا قُرصٍ ولا ثلجٍ ولا حمّى،

أنا الأيامُ يا أمي، وشمعٌ بائسٌ ضجَرٌ و عيدٌ اسمه: يُمّه…

لأُمّي،كانتِ الأحلامُ تخطَفُني،

تُروِّضُني _ كمُهرٍ بعدُ لم يُفطَمْ _ وتفتحُ قُفلَ أيامي، على حقلٍ من الأذكار والنجوى…

أنا ما عدت يا أمّي الذي يقوَى

على الأفكار و الأسفارِ و الأضواء ِ و السلوى،

ليَبقى اللوزُ والرمان والزيتونُ

و الريحانُ والزعترْ

ليبقى بيتُنا يُزهِرْ برُغمِ الجَدبِ والأسقامِ، والبرد الذي يقتاتُ من وجهي ومن صبرك،

فلا يحنو ولا يشبع!

سأقفزُ وسْطَ أحلامك،

لينجوَ طفلُكِ المرهونُ في روحي وفي قلبي وفي بدني…

أنا الأحلامُ يا أمّي

أنا الأحزانُ خالصةً متى شئتِ

وداليةٌ تُباركُ ظلّكِ الحافي إذا رُحتِ..إذا جئتِ،

أنا الأيام لاهثةً وعابثةً

أنا الأشلاء في حربٍ موازيةٍ

وفي بيت بلا سقفٍ

وفي أملاكنا الأخرى،

أنا الأشواق سافرةً

أنا المَنفيُّ في عطرٍ بأثوابكْ

وفي وشمٍ بأسفلَ ساقك اليمنى

أنا الصيفُ الذي يأتيكِ بالبُشرى

أنا اللهفَهْ!

أنا أشتاقُ يا أمي

أنا …

أنا لا شيءَ من دونك

سوى شبَحٍ من الآتي

أنا ملحُ اعترافاتي

أنا المنفّيُّ يا أمّاهُ والمَنفى./

———

اترك تعليقا