صوت الزهر والأرض
صوت الزهر والأرض
من حيث ينبثق النور
بين يدي الألوهية.
صوت الزهر والأرض،
مثل زوج الذرة الذي يأسر
إراقة القلب.
يولد اللحن من زهرة جسدي الذابلة،
مثل الرجل الذي ينضج في رعب الحرب.
هنا حيث لا يحكم يصبح باردا قلبي.
لم أكن أراك – كنت كسكران،
آه أيها الزمرد في عقل مكدر
أنا حزين وبلا مأوى – حزين قلبي
الشاك!
نجمة الفجر، أنت التي تعطي حياة،
نبع اليشم،
مثل طفولة مستعادة
للحاء الزمن.
أنا حزين وبلا مأوى.
أنا مركز الأرض.
سأستبدل السنبلة من أجل ذرة فضيلة،
رشقة بجذور نظراتك.
صوت الزهر والأرض
لون العسل قاتل!
اللحن معلق بحلم،
في الرائحة الممسكة لملاجئنا؛
رائحة هذه الرغبة المستعادة دوما.
آه أيها اللحم الزائل! زهرة المصور!
نحن مرتبطون وأحرار،
وها أنت مثيرة من الربيع،
العينان مملوءتان من جسامة
حبنا.
آه أيها اللحم الزائل! الحياة تصعد على طول
أجسادنا المتدفقة،
عندما يفك فمي عقدة الفراغ والصمت،
ضد حرارة عريك،
في نوم الآخرين.
كانت دموعي ذهبا على جسدك.
الذي يضع الشفة على صدرك
لن يشفى منه أبدا.
يطهي الحليب النهد على نار الأرز
الذي يحرق.
تعطي الشمس لعرائس النيل استقرار
وحدتنا بلون – الشعلة!
هكذا يصعد لحن التويجات؛
صراخ الأرض وأيضا ينسلخ
أحمر لمعان السماء.
الصباح المولع بالندى
يرفع، مثل نهدك لذة
وجهي الفرحة.
تزهر البذار من جديد جمالا لا نظير له
ولا شيء وراءك. لاشيء، لأننا ولدنا
لحياة واحدة،
لكي يتجاوز أملي
بصبر الشمس.
صوت الزهر والأرض
من حيث ينبثق النور،
يفوح برائحة ملح البارود
وثمرة القطلب.
لذكرى هذا الامتلاء،
أتطلع لمستقبل- بحري،
في النهار الذي يجري فيه الحاضر.
لمستقبل – بحري بالقلب
والروح.
الأوبول مثل قطيع حيث يصطحب
التائهين المنهكين
العاشق الخؤون والزوجة الحصناء
لبسمة وقبلة الحجارة،
القسم الأول للخضوع.
الجمود القاتل، قذارة الظلال،
أتباهى لحد الآن كخشخاش.
الحاضر ينمحق
قبل أن أعيشه،
قبل أن أشربه.
لبسمة وقبلة الحجارة
أول بذار الخضوع.
وتجري دائما على الضفاف،
رائحة الموجة المالحة،
مناخ الطحالب على شواطيء خالية،
وجهك بنبع الشمس.
وكل شيء يجري بصبر المضحي،
هنا حيث ترتوي نظراتنا،
- واجهة بالكاد مسطحة لسماء عميقة،
هادئة مثل ضريح.
هل عرفت الهاوية التي رميتني فيها
وحيث ولا كوكب ينعكس؟
هل عرفت الكبرياء الذي يختم قبري؟
- ربة فني بأعين الأقنثة –
هل عرفت اللحظة المرتجلة بعلم
حيث ألمع
الليل الحالك، ظلماتي ترفرف مثل
بيرق،
في حين الأطفال يتسلقون صاري الحلوى،
ليتأملوا هذه الهاوية
حيث أتفتت والطقسوسات التي تشجر
حدائق رفوفي؟ هل عرفت؟
آه أيتها الليليات، نهار النرجس قريب،
قريب ليجعل العدو مألوفا؛
مستنيرة ولاصقة عادة التبغ،
قريب ليجعل المدينة حيث ولدت صماء،
ومتوحل كبر جرحي.
أحدثك بحرية كما يطلع
نهار النرجس،
عما تجهلين، وفيما ترغبين.
آه يا ليلياتي! لذاتي مؤذية!
أحدثك بحرية لأرى بوضوح،
أفسح ظلي، رمادي
وأخفض الأحداق.
منذ البداية جراحي
تحمل اسمك.
بمحاذاة الجسد
بمحاذاة الجسد وخارجا عني،
سهل أخرس
لأنصف شمس؛
بلادة حلم منقلب؛
زهرة بالكاد تتفتح.
لماذا أشتكي؟
سيموت هذا الليل
سيموت هذا الليل
نحو الضوء،
في ظل زهرة،
على الزفت الندي
الذي يصطحب بخاره،
في مؤخر العواصف،
في الموعد بالضبط لكي تخطف
الشمس المدينة
مفاجأة بالأمل السغب
الذي يقتطع من دمي.
الصمت الذي أضمه، والذي أكتبه
بأحرف كبيرة!
تنحني في توقفات نومي.
بأي سحر،
تنكسر رغبتك في؟
أي وعود تقطفني،
ليجثم جسدك بقوة،
وأن ينهك، في دماغي.
واحة الهدوء…
وعدت ذات مساء،
كشجرة مجذومة،
مثل أي أحد يتيه في بطن
أمه،
بين الرمل والحصبة.
على فمي
برودة البرنز القارصة.
وعقابي سيمر… سيمر.
أسهـــــــر
أسهر، ساجدا،
لأقبض الأمل،
وأشتعل بالسذاجة.
———————————————————————————–
* نصوص من ديوان ” ليوم جسدك ” جمال عمراني
* ترجمة : عبد الرحمان مزيان (باحث واستاذ جامعي من الجزائر)