على حينِ أَلَمٍ
طوَى الوَقت بأظافِرَ بارِدَةٍ
فَتَشرّدَ الرّوْحُ في الجِهاتِ
قَشعريرَةٌ
تَبحَثُ عنْ مِعطَفٍ مِن كَلِماتْ .
***
مَـدَّ يَدَهُ
شَكَّلَني سَماءً بِلَمْسَةِ حنانٍ
مَـدَّ بـُعدَهُ
أحالَني غُروباً بِلَمْسَةِ غِيابْ.
***
كيفَ لي أَنْ أُحيلَ العَراءَ أمْكِنَةً مِن حنينٍ
كيفَ لهُ أنْ يُحيلَ البَهاءَ
إلى إِلهٍ حزينٍ.؟
أنا ما شَرَّدْتُهُ في براري حُلْمي المَديدَةِ
إِذْ في الحُلْمِ تُزهِرُ إقامَتُهُ أكْثَرَ.
أنا ما أَهمَلْتُهُ على مَعاطِفِ عَواطِفي
إِذْ في العَواطِفِ تُتاحُ السّماواتُ أَوْسَعَ
لكِنّهُ كَما في الحَياةِ
شَرّدَني في القَصيدَةِ.
***
هذا اللّيلُ المَركونُ على جَبيني
يَقتاتُني على مَهْلٍ
يُعلِنُنِي في الكونِ تُفّاحَةً تَقْضِمُها
العَتْمَةُ المُشرَئِبّةُ إلى سَقْفِ المَلَلِ.
ثُمَّ يَنْشُرُ صورَتي المَليحَةَ
في براويزِ الغُروبِ المَعنَوِيِّ
يُعَلِّقُها على أشجارٍ مِن تَفاصيلِ الشُّحوبِ الرّكيكَةِ
يَقولُ لِمَلائِكَةِ الجَرْحِ:هذهِ المَليحَةُ/الجَريحَةُ
يَقيني وَ وَطني.
هذهِ الغَيْمةُ / العَتمَةُ
أَنيني/ وَحنيني
هذهِ السّقفُ الوحيدُ / العراءُ المَديدُ
قامَتي / وقِيامَتي.
ذَنْبي / وَتَوْبَتي المُذْنِبَةُ
يُعَلِّلُني / فَيُلْغيني..
***
البَشرُ الذينَ يَسْنُدونَ الجُدرانَ
يَمْنحونَها حَناناً بارِداً
يَرْبِتونَ على كَتِفِ الشّوارِعِ
بأَرجُلٍ مُتَوَعِّكَةِ الأَمانِ.
البَشرُ الذين يَغمرونَ السّماءَ
بأُمْنِياتٍ مُسَهَّدَةٍ
هلْ أنا مِنهُمْ؟
هلْ هُمْ أنا ؟
وأنا هُمْ ؟ .
***
أَيُّها السُّعالُ
يا رَفيقي الحَميمُ
تَتَسَلّقُني كُلَّ صباحٍ
إلى يوْمٍ مُتَوَعِّكٍ
تَتَسَلّقُني كُلَّ لَيلَةٍ
إلى حُلْمٍ مُنْهَكٍ
كُفَّ عنْ إزعاجِ
ما تبقى مِنْ حَشراتِ الأوهامِ في شرايينِ الذّاكِرِةِ…
فأنتَ جَرْحُ القَلبِ المَعطوبِ ..
***
لَمْ أَسْدِلْ الغُروبَ
الغُروبُ هوَ الذي سَدَلَني
***
انْهَمَرَ ضَبابٌ مِن قَرارَةِ العُمْقِ
دَجَّجَ المِرآةَ
قالَ : لَمْ تَعُدْ لازِمَةً
لأَنَّ الحَياةَ لَيسَتْ مُلائِمَةً ؟
***
اتكَأْتُ على دَمعَتي المُشْرَئِبَّةِ بِحُزنِها وَمَشَيْتُ
لَمْ أقُلْ شَيئاً..
فقطْ اكْتَفَيْتُ بالصَّمْتِ
فعادَةً ، أَمامَ دَمْعَتي تَتَعَطَّلُ لُغَتي
و قصيدَتي لَيْسَتْ بِمِنديلٍ ؟
شَهْقَتي مِنْ فَرْطِ الأَسى
تُصابُ بالتّأْتَأَةِ
وحالَتي مِنْ فَرْطِ العُطْبِ
تُصابُ بِعَتْمَةٍ مُسْتَفحِلَةٍ
لكِنْ هلْ حقاً قصيدَتي لَيْسَتْ بِمِنْديلْ؟
***
تستيقظُ الأشجارُ باكرا
من ربيعها
تفركُ حفيفها بالأنين
ترتدي خدوشها العالية
ثم تأوي مغمضة الأمنيات
إلى خريف لا يطرقهُ النعاس.
****
لو مرة سقطتُ سهوا
من شجر المعنى
كيف للعصافير
أن تفتح قميص الرفرفة
في أمزجة السماء ؟
كيف لها أن تربت على
غيمة تؤثث خدوش الأمكنة.
لو مرة
سقطتُ سهوا
من شجر المعنى
كيف أتعرفُ على (أنا) ؟
****
أتسلقُ عمري
عثرة ..عثرة
وعند تخوم الخدوش
أسقط متعثرة بخيبة عالية
أتسلق نهاري مرتعدة
لا مرايا تضيءُ ملامحي
لا حكايا تهدهد الليل
المشتعل قرب مزامير البال
لا سرير لقيلولة الذكريات المتوعكة.
أتسلق نهاري مرتعدة
كأنثى تتكيء على شرشف الأوهام المنهكة
وفي زمهرير القشعريرة
أسقط متعثرة بما يشبه الحيوات المرهقة.
أتسلق خريفي
عاصفة…عاصفة
لا شجر يرتشف غيابي
لا غياب يتوضأ بحضوري
الحضور عكاز أعرج مهمل في بال الذكريات
الغياب حشرجة العمر المنتسكة أجنحته في حنجرة اللا نهار.
والليل على جبيني
حصان عصي عن الترويض
الليل بالي الشاهق بالتنهدات.
الحضور ياقة متهدلة على صدر الأوهام الكثة…
الغياب ثوب مرقع بذنوبي.
لستُ المذنبةُ كما يجب
إنما الحياةُ مئذنةٌ مطفأة
تحت ركبة الأمنيات..
تحت ياقة أنيني
أتسلقها فأسقط متعثرة باللاحياة…
ما بها الجهاتُ ترتعد من قلقي
ما بها الحياة أعلى من ياقة أيامي
و أقصر من قامتي ؟.
التعليقات مغلقة.