عن كتاب ( إدوارد سعيد ثورة الفكر النقدي من الخلفيات إلى المفاهيم ) قراءة مفتاحية / قلولي بن ساعد
بواسطة admin بتاريخ 21 يناير, 2024 في 10:10 مساء | مصنفة في حفريات | لا تعليقات عدد المشاهدات : 151.

لم يكن واردا بذهني أبدا أن أقدم هذا الكتاب ( إدوارد سعيد ثورة الفكر النقدي من الخلفيات إلى المفاهيم )  للناقد المغربي الدكتور عادل القريب ،   وهو كتاب كنت قد حجزت نسخة منه من خلال معرض الكتاب بالجزائر ( سيلا 2023) .

لولم يكن الأمر يتعلق  بناقد ثقافي فذ هو إدوارد سعيد الذي خصه  صاحب الكتاب الدكتور عادل القريب بهذا المتن النقدي المهم .

ولو لم أقف بعد قراءتي لهذا الكتاب على بعض الفراغات ،  التي قد يكون صاحب الكتاب قد نسيها أو تم القفز عليها من دون قصد .

ولم أندم بالطبع على اختياري لهذا الكتاب من بين المشتريات التي اخترتها ،  طالما أن الكتاب مخصص لناقد ثقافي من حجم إدوارد سعيد ،  الذي لا أنكر تعلقي بمجمل الكتب التي أصدرها والأفكار التي أشاعها بين القراء في الغرب والشرق معا .

لا أريد  في هذه العجالة أن  أستفيض في مجمل محمولات  كتاب الدكتور عادل القريب ،  لأن ذلك يتطلب مساحة أوسع كأن يكون في مجلة أو ملحق ثقافي أو ما يشبه ذلك

وحسبي أن أكتفي ببعض الملاحظات المتفرقة التي وقفت عليها في كتاب ( إدوارد سعيد ثورة الفكر النقدي من الخلفيات إلى المفاهيم ) .

لقد أحسن صنعا الناقد الدكتور عادل القريب عندما قسم الكتاب إلى فصلين :

الفصل الأول خصصه للروافد الفكرية والنقدية عند إدوارد سعيد ،  كما تتجلى في الموروث النقدي والمعرفي الذي تأثر به أو ناقشه في ارتباطه بعدد من الرموز الثقافية التي قرأ لها سعيد  على غرار فوكو وديريدا وفرانز فانون وغرامشي وغيرهم .

فيما الفصل الثاني :

فقد خصصه لإدوارد سعيد الناقد الثوري رائد النقد ما بعد الكولونيالي وقد تضمن عددا من المباحث النقدية التي تعرض فيها الناقد الدكتور عادل القريب لمناقشة بعض القضايا النقدية التي شغلت بال إدوارد سعيد على غرار الإستشراق والقراءة الطباقية والهجنة وهجرة النظرية والدنيوة والإسلوب المتأخر وغيرها .

ولست أدري لماذا نسي أو استبعد صاحب الكتاب المؤرخ والفيلسوف الإيطالي جيامباتيستا فيكو الذي يعد من أهم المفكرين والفلاسفة الذين تأثر بهم إدوارد سعيد ،  واستخدم بعض متكآتهم المعرفية للكشف عن  إخفاقات المنهج الفيللوجي الإستشراقي في قراءته  للتراث العربي وللذات العربية المتكلمة من داخل الموروث النقدي العربي .

لا يتجلى ذلك فقط في كتابه العمدة (الاستشراق ) ،  ولكنه يعيد التأكيد عليه أيضا في دراسة أخرى كان قد نشرها في كتابه ( العالم والنص والناقد ) تحمل عنوان ( الإسلام والفيللوجيا والثقافة الفرنسية رينان وماسينيون ) .

مثلما استبعد تجربة روائية مهمة كان تأثر بها سعيد وخصص لها الكثير من نصوصه النقدية  وهي تجربة الروائي البريطاني من أصل بولوني  جوزيف كونراد لتشابه تجاربهما في الحياة خصوصا ما تعلق بهما بالمنفى والمفكر أي مفكر كان في نظر سعيد  ستمثل آثاره انعكاسا لتجاربه في الحياة وهو  الذي انجز حوله سنة 1964 بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية رسالة الدكتوراه صمن تخصص الادب المقارن والدراسات الثقافية بعنوان ” حوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية ” .

والتي ستتحول بعد سنوات إلى أول كتاب نقدي يستهل به إدوارد سعيد مساره النقدي ولم يكتف  بذلك ،  فقد أعاد إدوارد سعيد الإهتمام بجوزيف كونراد وخصص له ضمن فصول كتابه ( العالم والنص والناقد )  مقاربة  مهمة بعنوان ( كونراد وطريقته في عرض السرد ) أعاد فيها التأكيد على طرائقة كونراد في عرض المادة السردية وتناول حيوات الناس الذين صادفهم في حياته كتجل قبلي للنص الروائي الذي يكتبه بما في ذلك سيرته الذاتية التي عبر عنها بشكل روائي .

وحتى في كتابه ( الثقافة والإمبريالية ) ، وعندما كان إدوارد سعيد بصدد التأمل في الشكل السردي كما يتجلى في بعض أعمال جوزيف كونراد فقد لاحظ إدوارد سعيد أن الأشكال السردية منبثقة من منظومتين في عالم ما بعد الإستعمار المنظومة  الأولى :

 هي منظومة   الإستعمار فيما المنظومة الثانية هي :

منظومة ما بعد الإستعمار.

 وإحدى هاتين المنظومتين  كان يرى إدوارد سعيد ” هي التي تتيح للمشروع الأمبريالي القديم المجال لكي يمسرح ذاته بالصورة التقليدية أي ليصوغ العالم كما رأته الإمبريالية الرسمية الأوربية أو الغربية “

هذه بعض الملاحظات التي رأيت أنها تستحق التوقف عندها مما يمكن القول أن مؤلف الكتاب الدكتور عادل القريب قد فاتته أو أنه لم يضعها موضع اهتمام .

 ولكل عمل  إذما تم نقصان كما يقال وأتمنى ان يتسع لها صدر الدكتور عادل القريب والسلام .

اترك تعليقا